طيران الإمارات ومجموعة الإمارات، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، نمت منذ تأسيسها في عام 1985 لتصبح واحدة من أكبر شركات الطيران وأكثرها نفوذًا في العالم. من خلال تشغيل رحلات إلى 148 مطارًا في 79 دولة، أصبحت طيران الإمارات رمزًا للتنوع الاقتصادي السريع الذي تشهده دبي ولارتباطها العالمي. وبينما توفر الشركة فوائد اقتصادية كبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن هذا التقرير يتناول آثارها السلبية على الأعمال المحلية وقطاعات الطيران في البلدان التي تعمل فيها، مستندًا إلى بيانات وتحليلات الخبراء ومخاوف عامة، للدعوة إلى توخي الحذر والمقاطعة بحسب السياق الإقليمي، بحيث تتناسب مع المجتمعات المتضررة
حجم وتأثير طيران الإمارات
قوة اقتصادية في دبي والإمارات
تساهم مجموعة الإمارات بشكل كبير في اقتصاد دبي، حيث ساهمت بمبلغ 75 مليار درهم إماراتي (20.4 مليار دولار أمريكي) أو ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2023، وفقًا لتقرير صادر عن "أوكسفورد إيكونوميكس". توظف الشركة أكثر من 81,000 موظف بشكل مباشر، وتدير العديد من الشركات التابعة مثل دناتا (التي تتعامل مع الخدمات الأرضية والشحن والتموين)، وتدعم هذه المجموعة ما مجموعه 631,000 وظيفة في دبي، أي وظيفة من بين كل خمس وظائف. أما الأثر الاقتصادي غير المباشر من خلال السياحة والتجارة وخدمات الطيران، فيدفع نحو 43 مليار درهم سنويًا في إنفاق سياحي تحفيزي.
ورغم هذه المساهمات في ازدهار دبي، فقد أثار الأثر البيئي لطيران الإمارات وبصمتها العالمية الواسعة قلقًا بشأن آثارها الأوسع على الأسواق العالمية، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب شركات الطيران المحلية والصناعات الوطنية.
التوسع العدواني للطيران وإرباك الأسواق
الاختراق في الأسواق العالمية الكبرى
تشغل طيران الإمارات أسطولًا حديثًا يتضمن 102 طائرة إيرباص A380 و166 طائرة بوينغ 777، مع طلبات كبيرة قيد التنفيذ، مما يعكس طموحات نمو قوية. ويقوم نموذج التشغيل الخاص بها، الذي يعتمد على ربط النقاط عبر مطار دبي الدولي، بتوفير شبكة ربط عالمية لا مثيل لها، غالبًا مع تقديم أسعار أقل وخدمات فاخرة، الأمر الذي أدى إلى زعزعة هيمنة شركات الطيران التقليدية في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا.
دراسة حالة: سوق الطيران الكندي
بين عامي 2010 و2011، توسعت طيران الإمارات من ثلاث رحلات أسبوعية إلى رحلات يومية أو حتى رحلتين يوميًا على خط تورونتو-دبي، مما أدى إلى:
تحفيز يصل إلى 154,818 راكبًا إضافيًا سنويًا
خلق ما يصل إلى 792 وظيفة مباشرة بدوام كامل (1,550 وظيفة عند احتساب التأثيرات غير المباشرة) في كندا
زيادة في النشاط الاقتصادي تصل إلى 138 مليون دولار كندي في مطار تورونتو بيرسون الدولي، إلى جانب 86.8 مليون دولار في إنفاق الزوار
ورغم أن هذه الأرقام تبدو إيجابية، فإن شركات الطيران الكندية مثل "إير كندا" و"ويست جيت" جادلت بأن دعم الحكومة الإماراتية لطيران الإمارات وتكاليف الوقود المنخفضة يمنحها ميزة تنافسية غير عادلة، مما يقوّض جدوى شركات الطيران المحلية، ويضغط على مستويات الأجور وأمان الوظائف، ويسحب حركة الركاب بعيدًا عن المحاور الوطنية. وقد أدت هذه الديناميكيات إلى مطالب من الأطراف المعنية في قطاع الطيران الكندي بتشريعات أكثر صرامة بشأن حقوق الهبوط وأطر تنظيمية أكثر صلابة.
الآثار الضارة في أوروبا: "تأثير طيران الإمارات"
تعتبر شركات الطيران الأوروبية طيران الإمارات تهديدًا استراتيجيًا لشركات الطيران العريقة مثل الخطوط الجوية البريطانية (British Airways) ولوفتهانزا (Lufthansa) وإير فرانس (Air France). إن تزايد شعبية طيران الإمارات وقوة علامتها التجارية يضغطان على الشركات الأوروبية لزيادة التكاليف من خلال الرعاية والعروض التحفيزية للركاب، مما يقلل من ربحيتها. وقد دعت جهات أوروبية فاعلة إلى فرض قوانين دولية أكثر صرامة وتقليل وصول طيران الإمارات إلى مطارات أوروبا، مشيرين إلى المنافسة غير العادلة الناتجة عن الدعم الحكومي الكبير وأسعار الوقود التفضيلية.
تأثيرات على التجارة البريطانية
تُظهر الأبحاث في شمال شرق المملكة المتحدة أن خطوط طيران الإمارات ساهمت في زيادة الصادرات والتجارة من 150 مليون جنيه إسترليني إلى 275 مليونًا خلال خمس سنوات. ومع ذلك، أفادت شركات الطيران المحلية وخدمات المطارات في المملكة المتحدة بتراجع حصتها السوقية وانخفاض الإيرادات، مما أثار مخاوف قومية بشأن السيادة في مجال الطيران، وظهرت دعوات لدعم الشركات المحلية.
الضغوط في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا
ساهمت هيمنة طيران الإمارات في قطاع الطيران في الشرق الأوسط في تراجع حصص شركات الطيران الإقليمية الأصغر. إن شبكة الشركة الواسعة وتسعيرها العدواني يفرضان حواجز دخول عالية أمام الناقلات الناشئة في المنطقة. أما في أفريقيا، حيث تعتبر أسواق الطيران هشة، فقد أدى توسع طيران الإمارات في بعض الأحيان إلى إقصاء الشركات المحلية، مما حدّ من قدرتها على بناء عمليات مستدامة.
الضغوط في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا
هيمنة طيران الإمارات في صناعة الطيران في الشرق الأوسط ساهمت في تراجع حصص شركات الطيران الإقليمية الأصغر. إن الشبكة الواسعة للشركة وتسعيرها العدواني يفرضان حواجز دخول مرتفعة أمام الناقلات الناشئة في المنطقة. أما في أفريقيا، حيث تعتبر أسواق الطيران هشة، فقد أدى توسع طيران الإمارات في بعض الأحيان إلى تهميش الأعمال المحلية، مما حدّ من قدرتها على بناء عمليات مستدامة على المدى الطويل.
ديناميكيات السوق الآسيوية: الهند والصين
في الهند، تدخل شبكة طيران الإمارات الواسعة في منافسة شديدة مع شركات الطيران المحلية مثل IndiGo وطيران الهند. وقد أعرب مسؤولون حكوميون ومحللون في الصناعة عن قلقهم من أن الأسعار المدعومة لطيران الإمارات تضر بالشركات الوطنية، وتعيق توسعها، وتؤدي إلى فقدان حقوق المرور الجوية الاستراتيجية والإيرادات الحيوية للجهات الوطنية المعنية بالطيران.
وبالمثل، في الصين، ورغم أن نجاح طيران الإمارات يعزز من نمو الأعمال والسياحة، إلا أنه يضغط على شركات الطيران المحلية الصينية لخفض أسعارها، مما يؤثر سلبًا على صحتها المالية.
المخاوف البيئية والأخلاقية
تظل البصمة البيئية لطيران الإمارات كبيرة، نظرًا لاستهلاك الوقود المرتفع لأسطولها الكبير والمتوسع. وبينما تنشر الشركة تقارير بيئية وتستثمر في كفاءة التشغيل، يرى النقّاد أن نموها السريع يفاقم من آثار التغير المناخي، فارضًا تكاليف خارجية على الدول ذات السكان الأكثر عرضة للمخاطر المناخية.
تصريحات ودعوات للمقاطعة
أصوات من المجتمعات المتأثرة
أعربت نقابات الطيران الكندية ومسؤولون رسميون عن معارضتهم لتوسيع وصول طيران الإمارات، مشيرين إلى تهديد الوظائف وشركات الطيران المحلية.
شدد مسؤولو شركات الطيران الأوروبية على ضرورة التدخل التنظيمي لحماية الناقلات التقليدية من اختلالات السوق التي تُحدثها طيران الإمارات.
حذّر ممثلو شركات الطيران المحلية في أفريقيا والشرق الأوسط من هيمنة طيران الإمارات، داعين إلى سياسات حكومية تدعم نمو قطاع الطيران الإقليمي.
طالبت منظمات بيئية الحكومات والمستهلكين بإعادة النظر في دعم شركات الطيران التي تتوسع بسرعة وتزيد من الانبعاثات الكربونية بشكل غير متناسب.
توصيات مخصصة للدول المتضرر
الدولة / المنطقة | التأثير الرئيسي | سبب المقاطعة / التقييد | الرسالة إلى الحكومات والجمهور
|
كندا | فقدان شركات الطيران المحلية لحصتها السوقية؛ تهديد الوظائف | حماية سيادة الطيران الكندي؛ وقف توسع طيران الإمارات | حث الحكومة على فرض حقوق هبوط أكثر صرامة؛ دعم نمو الناقلات الوطنية من أجل الأمن الاقتصادي القومي |
أوروبا (المملكة المتحدة، ألمانيا، فرنسا...) | الضغط على شركات الطيران العريقة؛ تقليل الوظائف والضغوط المالية | فرض المنافسة العادلة من خلال الحد من الدعم غير العادل؛ ضمان توزيع متوازن للرحلات | على الجمهور دعم شركات الطيران الأوروبية للحفاظ على الوظائف والترابط الإقليمي؛ على الحكومات التفاوض على اتفاقيات ثنائية عادلة |
الشرق الأوسط وأفريقيا | تهميش شركات الطيران الإقليمية | دعم تطوير الشركات المحلية؛ تنظيم قوة طيران الإمارات في السوق | الاستثمار في شركات الطيران المحلية وحمايتها للحفاظ على الترابط الإقليمي والسيادة الاقتصادية |
الهند والصين | ضغوط مالية على الطيران المحلي | دعم الناقلات الوطنية للحفاظ على الطرق الجوية الاستراتيجية والمصالح القومية | دعوة الجمهور لتفضيل الشركات المحلية؛ وعلى الحكومات مراجعة الاتفاقيات بما يضمن المنافسة العادلة |
الجمهور العالمي (الزاوية البيئية) | زيادة الانبعاثات الجوية وآثارها المناخية | الترويج لخيارات سفر مستدامة؛ الضغط على طيران الإمارات لتبني عمليات أكثر خضرة | مقاطعة السفر الجوي المفرط؛ والمطالبة بمحاسبة بيئية صارمة لطيران الإمارات |