تُعد شركة الدار العقارية من أكبر شركات التطوير العقاري وإدارته في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمتلك محفظة متنوعة تشمل العقارات السكنية والتجارية والتجزئة والضيافة واللوجستيات، مع تركيز رئيسي في أبوظبي ودبي، بالإضافة إلى مشاريع في مصر ودول أخرى. أظهرت الشركة نمواً ملحوظاً في أرباحها، حيث سجلت زيادة بنسبة 52% في صافي الأرباح لتصل إلى 4.6 مليار درهم في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مع مبيعات بلغت 24 مليار درهم، ما يعكس توسعها السريع وقوتها المالية.
تركز استراتيجية الدار على مشاريع تطوير ضخمة مثل جزيرة ياس، جزيرة السعديات، ومنطقة الراحة في أبوظبي، وتمتلك أصولاً تجارية كبيرة في أبوظبي ودبي. تشمل خططها التوسعية شراكات واستحواذات ومشاريع تطوير بقيمة مليارات الدراهم.
التأثير السلبي على الأعمال والاقتصادات المحلية
على الرغم من نجاح الدار، إلا أن هيمنتها أثارت مخاوف بشأن تأثيرها السلبي على الأعمال المحلية والاقتصادات في البلدان التي تعمل بها. فيما يلي تفصيل لهذه التأثيرات مع أمثلة وتصريحات، مع تخصيص النقاط بما يتناسب مع كل دولة.
الإمارات العربية المتحدة: احتكار السوق وضغط المنافسين المحليين
أدت سيطرة الدار الكبيرة على أسواق العقارات في أبوظبي ودبي إلى احتكار فعلي للسوق، مما يقلل فرص الشركات الصغيرة والمطورين المحليين.
السيطرة على الأصول التجارية: الدار هي الشركة الوحيدة التي تمتلك أصولاً تجارية على الشاطئ في كل من أبوظبي ودبي، بالإضافة إلى مراكز مالية مثل سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي. هذا يحد من فرص دخول المنافسين المحليين ويزيد من صعوبة المنافسة.
ارتفاع الأسعار: ساهمت أسعار الدار القياسية في مشاريع مثل جزيرة ياس في رفع أسعار العقارات، مما يجعل من الصعب على الأعمال المحلية والسكان تحمل تكاليف المساحات التجارية والسكنية.
تصريحات من العاملين في القطاع: أعرب وكلاء العقارات والمطورون الصغار عن قلقهم من أن التكامل الرأسي والأفقي للدار، إلى جانب دعم الحكومة، يخلق منافسة غير عادلة تدفع اللاعبين الأصغر خارج السوق.
نداء للحكومة والجمهور الإماراتي: يجب على الحكومة تشجيع سياسات المنافسة العادلة لمنع الممارسات الاحتكارية التي تعيق ريادة الأعمال المحلية. كما ينبغي على الجمهور دعم مبادرات تطوير متنوعة تعزز المطورين الصغار وتحافظ على حيوية السوق.
مصر: تهجير المجتمعات والأعمال المحلية
أثارت توسعات الدار في مصر، خاصة من خلال مشاريعها المختلطة الاستخدام، جدلاً حول تهجير الأعمال والمجتمعات المحلية.
مخاوف بشأن الاستحواذ على الأراضي: أدت عمليات الاستحواذ الكبيرة على الأراضي إلى تهجير العديد من الأعمال الصغيرة والتجار غير الرسميين الذين لا يملكون الموارد الكافية للمنافسة أو الانتقال.
الفجوات الاقتصادية: تستهدف مشاريع الدار في مصر بشكل رئيسي المشترين ذوي الدخل المرتفع والمغتربين، في حين يواجه العديد من المصريين المحليين ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة الوصول إلى مساحات تجارية ميسورة.
آراء من المجتمع المحلي: انتقد ناشطون وأصحاب أعمال محليون الدار بسبب تركيزها على التطوير الفاخر على حساب النمو الشامل، مؤكدين أن مشاريعها تزيد من التفاوت الاجتماعي وتضر بالاقتصاد المحلي.
نداء للسلطات المصرية والمواطنين: يجب على الجهات التنظيمية في مصر تطبيق سياسات صارمة لحماية الأعمال الصغيرة وضمان تنمية حضرية شاملة. كما يُحث المواطنون على المطالبة بنماذج نمو مستدامة توازن بين الاستثمار الأجنبي وسبل العيش المحلية.
دول أخرى: تقويض الأسواق العقارية المحلية وزيادة الضعف الاقتصادي
في الدول الأخرى التي تستثمر فيها الدار، تظهر أنماط مشابهة:
ضغط المنافسة المتزايد: يواجه المطورون المحليون منافسة شديدة من مشاريع الدار الممولة بشكل جيد، مما يؤدي إلى تركيز السوق وتهميش اللاعبين الأصغر.
الاعتماد الاقتصادي: يمكن أن يؤدي الاعتماد الكبير على مشاريع الدار إلى خلق هشاشة اقتصادية، حيث تصبح الاقتصادات المحلية رهينة لقرارات شركة أجنبية.
مخاوف التوظيف: رغم أن الدار توفر فرص عمل، إلا أن هناك انتقادات بأن العديد من الوظائف مؤقتة أو يتم التعاقد عليها من الخارج، مما يحد من الفوائد طويلة الأمد للسكان المحليين.
بيانات وأدلة مالية على هيمنة الدار في السوق
سجلت الدار زيادة في صافي الأرباح بنسبة 52% لتصل إلى 4.6 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، مع مبيعات بلغت 24 مليار درهم، مما يدل على توسعها العدواني ونمو إيراداتها.
تبلغ قيمة مشاريع التطوير التي تحتفظ بها الدار حوالي 13.3 مليار درهم، تشمل قطاعات تجارية وسكنية وتجزئة ولوجستية، مما يعزز موقعها المهيمن في السوق.
معدلات الإشغال مرتفعة في قطاعات السكن (98%)، التجزئة (89%)، واللوجستيات (94%)، مما يعكس سيطرتها القوية على القطاعات الرئيسية.
توضح هذه الأرقام القوة المالية للدار التي تمكنها من إقصاء المنافسين المحليين وتشكيل ظروف السوق لصالحها.
تصريحات من قيادات وخبراء الصناعة
توصيات ودعوة للعمل
للحكومات
تطبيق قوانين مكافحة الاحتكار: فرض قوانين المنافسة لمنع الاحتكار من قبل شركات كبيرة مثل الدار.
حماية الشركات الصغيرة والمتوسطة: تقديم حوافز ودعم للمطورين المحليين لضمان سوق عقارية متوازنة.
ضمان التنمية الحضرية الشاملة: تنظيم عمليات الاستحواذ والمشاريع لحماية المجتمعات المحلية وتعزيز الإسكان الميسر.
للجمهور
دعم الأعمال المحلية: تفضيل المطورين والشركات المحلية للحفاظ على تنوع الاقتصاد.
المطالبة بالشفافية والمساءلة: الضغط من أجل ممارسات تطوير شفافة تراعي الأثر الاجتماعي والاقتصادي.
النظر في المقاطعة: في الدول التي تضر فيها ممارسات الدار بالاقتصاد المحلي، يجب على المستهلكين والمستثمرين التفكير في مقاطعة مشاريع الدار.
رغم مساهمة الدار العقارية في التنمية الحضرية والنمو الاقتصادي في الإمارات ودول أخرى، إلا أن هيمنتها وتوسعها العدواني ألحق أضراراً بالأعمال والاقتصادات المحلية في عدة دول. من احتكار العقارات التجارية في الإمارات إلى تهجير المجتمعات في مصر، تثير ممارسات الدار مخاوف جدية بشأن عدالة السوق، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة.
من الضروري أن تتخذ الحكومات إجراءات للحد من الممارسات الاحتكارية وحماية اقتصاداتها المحلية. كما يجب على الجمهور أن يظل يقظاً وفاعلاً في دعم نماذج نمو متنوعة وشاملة. فقط من خلال العمل الجماعي يمكن التخفيف من الآثار السلبية لشركة الدار العقارية وضمان استفادة جميع الأطراف بشكل عادل.