أطلق فندق موفنبيك أمباسادور – أكرا مبادرة الإقامة الخضراء
(Green Stay Initiative) بهدف إرساء معايير
جديدة للاستدامة في قطاع الضيافة في غانا وغرب إفريقيا، وسط تصاعد المخاوف
المناخية عالميًا. وجمع حفل الإطلاق ممثلين من الحكومة وقطاع الأعمال ومجال
الاستدامة برؤية مشتركة لتعزيز السياحة والفندقة الصديقة للبيئة.
القيادة والرؤية
أكد إسحاق أوكبوتي أجايي، المدير العام لفندق موفنبيك
أمباسادور أكرا، على ضرورة تجاوز مفهوم الاستدامة كونه مجرد شعار إلى كونه
التزامًا عمليًا وأخلاقيًا. وطرح مفهوم الرفاهية الواعية، حيث يلتقي راحة
النزلاء مع المسؤولية البيئية.
وقال: “لم يعد ضيوفنا يبحثون
فقط عن الترفيه والفخامة؛ بل عن تجارب هادفة ومستدامة.”
وتشمل المبادرة بالفعل خطوات عملية مثل:
- اعتماد أنظمة إضاءة موفرة للطاقة،
- أنظمة ذكية لتوفير المياه،
- الحد من هدر الطعام،
- والتوريد المحلي للمنتجات.
الاستدامة خارج جدران الفندق
شدد أجايي على أن الاستدامة لا ينبغي أن تقتصر على جدران الفندق، بل
يجب أن تؤثر في التصميم والشراء والتدريب والمشاركة المجتمعية. وأوضح أن موفنبيك
تعمل على مواءمة شركاء التوريد مع المعايير الدولية لتعزيز الاقتصاد الدائري
والممارسات الواعية بالكربون.
وقال: “الاستدامة يجب أن
تشكل كيفية البناء والتصميم والتوريد والتدريب والانخراط في جميع مراحل سلسلة
القيمة.”
ويأتي ذلك ضمن التزام مجموعة Accor العالمية – المالكة للعلامة – والتي تضم أكثر من 5700 فندق، حيث تمكن
88% من منشآتها من تقليل استخدام المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام بأكثر من
النصف.
دعم حكومي وسياق وطني
شارك كينيث جيلبرت أجايي، وزير الأشغال والإسكان والموارد
المائية في غانا، كضيف شرف، مشيدًا بدور موفنبيك الريادي في دفع الاستدامة بالقطاع
الخاص بما يتماشى مع أهداف التنمية الوطنية.
وقال: “هذا الأمر لا يتعلق
بالامتثال البيئي فقط، بل بالابتكار والقدرة التنافسية وخلق قيمة طويلة الأجل في
سوق سياحي عالمي يتجه أكثر نحو الاستدامة.”
وتتضمن أجندة الحكومة (RESET) حوافز
ضريبية للتقنيات الخضراء، ودعمًا فنيًا من هيئات مثل وكالة حماية البيئة ولجنة
الطاقة، إضافة إلى تيسير الاستثمارات السياحية الصديقة للبيئة. كما تشمل الخطط
المستقبلية: معايير للبناء الأخضر في البنية التحتية العامة، حلول الطاقة
المتجددة، مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة، وبرامج إعادة تدوير المياه.
دعوة لتحول شامل في القطاع
أكد أجايي في مؤتمر صحفي أن مبادرة الإقامة الخضراء تشكل حافزًا
للتغيير على مستوى الصناعة ككل، ودعا لتصحيح المفهوم الخاطئ بأن الوعي البيئي
يتعارض مع الفندقة.
وقال: “نؤمن بأن الاستدامة
جوهر العمل... إنها ليست التزامًا بيئيًا فحسب، بل هي عمل ذكي.”
وطالب بدمج إدارة الطاقة والمياه والنفايات في استراتيجيات الشركات
كافة، داعيًا إلى مشاركة عابرة للقطاعات.
وتشمل المبادرة أيضًا التفاعل مع الجمهور وتنظيم ورش عمل فصلية لبناء
القدرات داخل وخارج قطاع الضيافة. وأكد أجايي أن
“التعليم
هو التحدي الأول”،
مشددًا على أهمية
التعاون بين صناع السياسات والقطاع الخاص لجعل الاستدامة خيارًا عمليًا وجذابًا.
التحديات البيئية وأثرها على السياحة
من جانبها، أشارت ليديا لاميسي أكانفاريبا، وزيرة الدولة لشؤون
إصلاح القطاع العام ممثلة لوزارة السياحة، إلى التحديات البيئية الملحة في غانا
وتأثيرها على السياحة. وذكرت أمثلة مثل:
- التآكل الساحلي في كيب كوست وكيتا،
- التهديدات لنظام بحيرة بوسومتوي البيئي،
- الضغوط على محميات كاكوم ومولي الغابية.
وقالت: “مبادرة
الإقامة الخضراء مبادرة في وقتها، وضرورية لوضع الاستدامة في قلب سياسات السياحة
وتخطيطها وممارساتها.”
وأضافت أن السياحة ساهمت بـ 4.8 مليار
دولار في الناتج المحلي الإجمالي لغانا عام 2024، لكنها حذرت من أن نمو
القطاع لا يجب أن يأتي على حساب الهواء النقي والمياه النظيفة والتنوع البيولوجي
والتراث الثقافي.
اعتمادات بيئية وتجربة الضيوف
يُعد فندق موفنبيك أمباسادور أكرا معتمدًا بيئيًا ويشارك في برنامج Green Globe الذي يقيم الأثر
البيئي والمجتمعي والتراثي والاقتصادي المحلي. ويطبق الفندق مجموعة واسعة من
الممارسات الخضراء مثل:
- مصابيح
LED تغطي أكثر من 80% من الإضاءة.
- سياسات شاملة لإعادة التدوير وتقليل هدر الطعام.
- استخدام منتجات قابلة للتحلل وإعادة
الاستخدام.
- خيارات طعام نباتية ونباتية-صحية مع توريد
محلي.
- أنظمة ذكية لتوفير المياه والطاقة.
- برامج لتعويض الكربون بما لا يقل عن 10% من
البصمة الكربونية سنويًا.
- إعادة استثمار ما لا يقل عن 10% من الأرباح
في مشاريع مجتمعية واستدامية.
ويستمتع الضيوف بتجربة الرفاهية الواعية في غرف مريحة وصديقة
للبيئة، مع وسائل راحة مثل الدش المطري ومستحضرات العناية البيئية. كما يحظى
الفندق بتقييمات عالية في النظافة والخدمة والأصالة الثقافية.
تمثل مبادرة الإقامة الخضراء لفندق موفنبيك أمباسادور أكرا
خطوة رائدة نحو ترسيخ الاستدامة في قطاع الضيافة الغاني في مواجهة التحديات
المناخية المتزايدة. ومع قيادة قوية من المدير العام إسحاق أوكبوتي أجايي ودعم
حكومي بارز، تضع المبادرة نموذجًا لكيفية التقاء الفخامة بالوعي البيئي لخلق قيمة
مشتركة.
وقد تحدد الدعوة إلى العمل الجماعي عبر الشركات والحكومة وسلاسل
التوريد والمجتمعات مستقبل القدرة التنافسية والبصمة البيئية لصناعة السياحة
الحيوية في غانا. فهي تؤكد أن الاستدامة ليست مجرد التزام تنظيمي أو أداة تسويق،
بل هي ضرورة استراتيجية وتحولية لضمان صحة البيئة وازدهار الاقتصاد في عصر
التغير المناخي العالمي.