أخبار مقاطعة الإمارات

سُمح لشركات مدينة مصدر بامتلاك عقارات في دبي – خطوة نحو احتكار السوق

سُمح لشركات مدينة مصدر بامتلاك عقارات في دبي – خطوة نحو احتكار السوق

بواسطة مقاطعة الإمارات

25-09-2025

وقّع دائرة الأراضي والأملاك في دبي ومدينة مصدر مذكرة تفاهم تاريخية تتيح لشركات مدينة مصدر داخل المناطق الحرة امتلاك عقارات بملكية حرة في دبي. في حين تفتح هذه المبادرة آفاقاً استثمارية جديدة وتعزز العلاقات الاقتصادية بين أبوظبي ودبي، فإنها تثير مخاوف بشأن تركّز السوق وتقليل المنافسة في قطاع العقارات بدبي.

توسيع حقوق ملكية العقارات لشركات مدينة مصدر في دبي

في 23 يوليو 2025، وقّعت دائرة الأراضي والأملاك في دبي ومجموعة مدينة مصدر مذكرة تعاون تسمح للشركات العاملة ضمن المناطق الحرة في مدينة مصدر بامتلاك عقارات في دبي وفق نظام الملكية الحرة، بحسب ما أفاد ماجد المري، الرئيس التنفيذي لقطاع تسجيل العقارات في الدائرة، خلال حفل التوقيع بحضور أحمد بغوم، الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر.
يمثّل هذا التطور تغيراً سياسياً هاماً، إذ كانت القوانين السابقة تحظر على كثير من شركات المناطق الحرة امتلاك أراضٍ أو عقارات مباشرة في دبي. توفر مذكرة التفاهم إطاراً تنظيمياً واضحاً وشاملاً يحدد معايير الأهلية والإجراءات القانونية والإدارية، كما تُطبّق عملية منسقة عبر الجهات ذات العلاقة لتسهيل تسجيل العقارات وتتبع الطلبات والتحقق من الوثائق إلكترونياً.
وأشار أحمد بغوم إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة قائلاً: "تعزز هذه الشراكة دور مدينة مصدر كمركز عالمي للابتكار والاستثمار، مما يمكّن الشركات في المناطق الحرة من التوسع بكل سلاسة والمساهمة في نمو دولة الإمارات على المدى الطويل".

شراكة استراتيجية لتعزيز التكامل الاقتصادي والاستثمار العقاري

تعزز هذه الاتفاقية الروابط الاقتصادية بين مدينة مصدر بأبوظبي ودبي، وتمكن شركات مدينة مصدر من امتلاك أصول عقارية مميزة في مواقع رئيسية بدبي مثل الخليج التجاري ووسط المدينة. تتماشى هذه الخطوة مع أهداف استراتيجية دبي العقارية 2033 وأجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية إلى توسيع قاعدة المستثمرين، وتحفيز نمو السوق، وتعزيز التنمية المستدامة.
لا تُعد هذه الشراكة مجرد تحديث تنظيمي، بل تمثل محطة استراتيجية تعزز التعاون بين أبوظبي ودبي، وتمكن الشركات التابعة لمدينة مصدر من تنويع محافظها الاستثمارية عبر الاستثمار المباشر في العقارات في دبي، مما يعزّز مرونة العمليات والنمو الرأسمالي على المدى الطويل. تتيح ملكية العقارات بنظام الملكية الحرة لهذه الشركات بيع وتأجير ورهن الأصول بحرية، مما يزيد من أمان الاستثمار.

مزايا وتنفيذ الإطار التنظيمي

تقدم مذكرة التفاهم ابتكارات تكنولوجية وإجرائية، تشمل عملية تقديم الطلبات الكترونياً بالكامل، والتحقق من الوثائق، ونظام تتبع الطلبات، بهدف تقليل البيروقراطية، وزيادة الشفافية، وتسريع إجراءات التسجيل.
وصف ماجد المري هذه الخطوة بأنها "تأسيس لبيئة استثمارية أكثر انفتاحاً توفر خيارات ملكية متنوعة"، مشيراً إلى أن المبادرة "توسع قاعدة المستثمرين وتحفز تدفقات استثمارية جديدة تسهم في نمو السوق واستدامته".
تتضمن المذكرة أيضاً تقديم الدعم والتوجيه المستمر لشركات مدينة مصدر لمساعدتها على التكيف مع المتطلبات القانونية والإجرائية، مما يشجع المزيد من الملكية والاستثمار في سوق العقارات في دبي.

مخاوف محتملة بشأن تركّز السوق ومخاطر الاحتكار

على الرغم من البيان الرسمي الذي يصف الاتفاقية كمحفز للنمو الاقتصادي والابتكار، أعرب محللون مستقلون ومراقبون للسوق عن قلقهم.
يبرز النقاد مخاطر تركّز السوق نتيجة السماح لشركات مدينة مصدر، المرتبطة بمبادرات حكومية كبرى، بامتلاك مساحات عقارية واسعة في دبي. قد يؤدي ذلك إلى تقليل الضغوط التنافسية، وتحديد الخيارات أمام المطورين والمستثمرين الأصغر، ورفع أسعار العقارات بشكل مفرط.
تدعو جهات الرقابة إلى تشديد الإشراف التنظيمي لمنع تشوهات السوق المحتملة. كما ينبه بعض خبراء الاقتصاد العقاري إلى أن هذا التركّز قد يخلق ديناميات أوليجوبولية تؤثر سلباً على الأسعار وتوافر العقارات وعدالة السوق في القطاع العقاري بدبي.

خلفية عن دور مدينة مصدر وسوق العقارات في دبي

تقع مدينة مصدر في أبوظبي، وتدعمها شركة مبادلة للاستثمار، وتعتبر مركزاً رائداً في مجال التكنولوجيا النظيفة والبنى التحتية الذكية والتنمية المستدامة. يمثل توسعها في سوق العقارات الحرة بدبي تكاملاً استراتيجياً بين الابتكار الأخضر والنظام العقاري الحيوي في دبي.
يضم سوق العقارات في دبي مجموعة متنوعة من المستثمرين والمطورين، وتدعمه سياسات حكومية تشجع الاستثمار الأجنبي وامتلاك العقارات المرتبط بالإقامة. يوسع التغيير الجديد الملكية لتشمل شركات مناطق مدينة مصدر الحرة إلى جانب الأفراد والشركات المسجلة في مناطق دبي الحرة، مما يعزز التكامل الاقتصادي والاستثماري داخل دولة الإمارات.

تداعيات للمستثمرين وآفاق مستقبلية

تشير هذه السياسة إلى فرص وتحديات للمستثمرين المحليين والدوليين. فهي تفتح سوق العقارات المميزة في دبي لفئة جديدة من المستثمرين المؤسسيين، مما قد يزيد الطلب والسيولة. من جهة أخرى، قد يواجه المستثمرون الأصغر والشركات الناشئة حواجز أعلى للدخول بسبب النفوذ المتزايد لكبرى شركات مدينة مصدر.
تعهد دائرة الأراضي والأملاك في دبي برقمنة عمليات التملك وتشجيع الاستثمارات المستدامة قد يشهد زيادة في المشاريع العقارية الخضراء التي تقودها شركات مدينة مصدر، مما يعزز مكانة دبي كمركز حضري مستدام على الصعيد العالمي.
تمثل مذكرة التفاهم بين دائرة الأراضي والأملاك في دبي ومدينة مصدر خطوة تحويلية في مشهد العقارات بالإمارات، حيث تتيح حقوق ملكية غير مسبوقة لشركات مناطق مدينة مصدر الحرة في دبي، دافعةً فرص استثمارية جديدة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين أبوظبي ودبي.
مع ذلك، تستدعي هذه الخطوة مراقبة نقدية حول تركّز السوق والإنصاف، مما يسلط الضوء على ضرورة وجود أطر تنظيمية متوازنة للحفاظ على ديناميكيات السوق التنافسية ودعم النمو المستدام.
الشهور القادمة ستكشف التأثير الكامل لهذه السياسة على هيكل سوق العقارات في دبي، وسلوك المستثمرين، وخطط التنمية الحضرية الاستراتيجية.

اقرأ المزيد

2025 All Rights Reserved © International Boycott UAE Campaign