عقد صندوق أبوظبي السيادي، جهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA)، اجتماعه الثاني رفيع المستوى في عام 2025
لمواجهة الضغوط الاقتصادية العالمية المتزايدة مثل التضخم، والتوترات الجيوسياسية،
وتقلبات الأسواق. وأكدت قيادة ADIA على
ضرورة التكيف الاستراتيجي والاستثمار المرن لحماية ثروة الإمارة طويلة الأجل في ظل
بيئة عالمية غير مؤكدة.
صندوق أبوظبي السيادي يستجيب للتحديات الاقتصادية
عقد جهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA)، أحد أكبر وأهم صناديق
الثروة السيادية في العالم، اجتماعه الثاني الكبير هذا العام في أبوظبي، مركزاً
اهتمامه على الضغوط الاقتصادية المتعددة التي تشكل الأسواق العالمية اليوم. وكما
ذكرت مريم شيرا من صحيفة ذا ناشيونال، جاء هذا الاجتماع في إطار المداولات
الاستراتيجية المستمرة لمواجهة بيئة اقتصادية صعبة تتسم بارتفاع التضخم، والتوترات
الجيوسياسية، وتقلبات الأسواق التي تهدد استدامة المحافظ الاستثمارية التي يديرها ADIA.
وقال متحدث رسمي رفيع المستوى في ADIA، وفقاً لتصريحات نقلتها ذا
ناشيونال:
«كان هناك إجماع واضح
خلال الاجتماع على ضرورة تكييف استراتيجياتنا للحفاظ على القيمة طويلة الأمد لثروة
أبوظبي الاقتصادية وتعزيزها».
ويُعد
الصندوق، الذي يدير أصولاً بقيمة مئات المليارات من الدولارات حول العالم، ركيزة
أساسية لاستقرار اقتصاد الإمارة وطموحاتها المستقبلية.
الضغوط الاقتصادية التي تشكل استراتيجيات الاستثمار العالمية
كما أوضح أحمد الحمادي من وكالة رويترز، تأثرت مناقشات اجتماع ADIA بشكل كبير بالرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة. إذ تستمر معدلات
التضخم في التصاعد عبر كبرى الاقتصادات، مترافقة مع اضطرابات مستمرة في سلاسل
التوريد. هذه العوامل، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة وتقلبات العملات، تخلق بيئة
استثمارية معقدة بشكل متزايد.
وأكد التنفيذيون في ADIA على
الدور الحيوي للإدارة النشطة للمحافظ لتخفيف هذه المخاطر. وصرح أحد كبار
التنفيذيين خلال الاجتماع:
«التعامل
مع هذا الوضع يتطلب تركيزاً حاداً ومرونة في إعادة توزيع الأصول نحو القطاعات
القادرة على تحمل الصدمات الاقتصادية».
التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين في التجارة العالمية
كان عدم الاستقرار الجيوسياسي موضوعاً رئيسياً آخر في اجتماع ADIA. فقد أعربت قيادة الصندوق عن قلقها من استمرار النزاعات وتأثيراتها
المتتابعة على أسواق الطاقة ومسارات التجارة العالمية. وكما أفاد أحمد الحمادي في رويترز،
فإن هذه التوترات تؤثر مباشرة على تقلبات الاستثمارات، خاصة في السلع الأساسية
والأسواق الناشئة التي يمتلك فيها ADIA انكشافاً
كبيراً.
واستوعب الصندوق عدم القدرة على التنبؤ الناجم عن هذه العوامل
الجيوسياسية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على محافظ استثمارية متنوعة واستكشاف أسواق
جديدة ذات إمكانات نمو.
الالتزام بممارسات استثمارية مستدامة ومرنة
إلى جانب معالجة التهديدات الاقتصادية الفورية، شددت قيادة ADIA على أهمية الاستدامة والمرونة طويلة الأجل في نهجها الاستثماري.
وأبرزت ذا ناشيونال تصريحات رئيسة الصندوق، هدى المزروعي، التي وصفت
التحديات المقبلة بأنها «كبيرة
لكنها قابلة للإدارة من خلال استراتيجيات منضبطة واستشرافية».
وأكدت المزروعي أنه على الرغم من الضغوط الاقتصادية الأخيرة، يظل ADIA قوياً بفضل تنوع أصوله والتزامه بالاستثمار في قطاعات مثل التكنولوجيا
والطاقة الخضراء والأسواق الناشئة. وأضافت:
«تركيزنا
على الاستثمار المستدام يتماشى مع التوجهات العالمية ورؤية أبوظبي للتنويع
الاقتصادي».
التركيز الاستراتيجي والآفاق المستقبلية
اختُتم الاجتماع بتجديد الالتزام بتكييف واستحداث استراتيجيات
الاستثمار لمواجهة الظروف الاقتصادية غير المؤكدة. وأوضح مسؤولو ADIA نظرة حذرة ولكن متفائلة، واثقين أن أسلوب الإدارة النشط وتنوع المحافظ
الواسع سيمكّن الصندوق من حماية ثروة الإمارة مع استكشاف فرص نمو جديدة.
وبحسب رويترز، صُوّر الاجتماع كجزء أساسي من عملية مراجعة
مستمرة تهدف إلى تقييم المخاطر والفرص التي يفرضها المشهد الاقتصادي العالمي
المتغير.
من خلال اجتماعه الثاني رفيع المستوى لعام 2025، أرسل صندوق أبوظبي
السيادي رسالة واضحة باليقظة والاستعداد في مواجهة التحديات الاقتصادية المتصاعدة.
فمزيج الضغوط التضخمية، وعدم اليقين الجيوسياسي، وتقلبات الأسواق يتطلب
استراتيجيات متطورة ومرنة للحفاظ على القوة المالية للإمارة وقيادتها العالمية في
مجال الاستثمار.
ويعكس تأكيد ADIA العلني
على التركيز على الاستدامة والتكنولوجيا والأسواق الناشئة منهجاً متوازناً يجمع
بين إدارة المخاطر بحذر والسعي لتحقيق نمو استراتيجي. وبفضل هذه الخطط، يسعى صندوق
أبوظبي السيادي إلى تأمين المستقبل الاقتصادي للإمارة رغم الاقتصاد العالمي
المتقلب.