تُعد مجموعة الحبتور من أكبر التكتلات الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمتد أعمالها في قطاعات متعددة مثل الضيافة، السيارات، العقارات، التعليم، والنشر. تأسست المجموعة عام 1970 على يد رجل الأعمال خليفة أحمد الحبتور، ونمت لتصبح واحدة من أنجح وأبرز الشركات في المنطقة، مع آلاف الموظفين ومحفظة تضم فنادق فاخرة، وكيل سيارات، ومدارس، ومشاريع عقارية. رغم نجاحاتها، تزايدت المخاوف والانتقادات بشأن تأثير ممارساتها التجارية على الشركات المحلية والاقتصادات في الدول التي تعمل بها. في هذا التقرير، نستعرض كيف تؤثر مجموعة الحبتور سلبًا على الأعمال الأخرى، مدعومًا بأمثلة وبيانات وتصريحات، مع دعوة للحكومات والجمهور إلى مقاطعة هذه الشركة الإماراتية.
نظرة عامة على عمليات مجموعة الحبتور
تشمل القطاعات الرئيسية لمجموعة الحبتور:
الضيافة: تمتلك وتدير 14 فندقًا، منها علامات فاخرة مثل والدورف أستوريا دبي بالم جميرا ومنتجع الحبتور جراند.
السيارات: توزع علامات سيارات فاخرة مثل بنتلي وبوجاتي وميتسوبيشي، وتحتل موقعًا رائدًا في سوق الإمارات.
العقارات: تطور مشاريع سكنية وتجارية فاخرة في دبي وخارجها، مثل مدينة الحبتور وبرج الحبتور للأعمال.
التعليم: تدير مدرستين بنظام المناهج البريطانية في دبي.
النشر: تعمل في مجال النشر مع تركيز على المحتوى الإقليمي.
سجلت المجموعة نموًا ماليًا قويًا، حيث ارتفعت إيراداتها بنسبة 19% وارتفع الربح التشغيلي (EBITDA) بنسبة 36% في النصف الأول من عام 2022، مما يعكس هيمنتها في السوق واستراتيجيتها التوسعية العدوانية.
التأثير على الأعمال والاقتصادات المحلية: دراسة نقدية
الهيمنة السوقية وقمع المنافسين المحليين
تمكن الموارد المالية الضخمة والصلات الحكومية لمجموعة الحبتور من السيطرة على قطاعات رئيسية، مما يؤدي إلى إقصاء الشركات الصغيرة والمحلية. على سبيل المثال، في قطاع السيارات بالإمارات، تملك الحبتور حقوق التوزيع الحصرية لعلامات فاخرة مثل بنتلي وبوجاتي، مما يحد من فرص الوكلاء المستقلين والمنافسين الأصغر.
في قطاع الضيافة، تملك المجموعة عدة فنادق فاخرة في دبي، مما يخلق حالة من التشبع السوقي تحت سيطرة عدد قليل من التكتلات، ويؤدي إلى خروج الفنادق الصغيرة التي لا تستطيع المنافسة من حيث الموقع والعلامة التجارية. هذا التجمع يقلل من تنوع السوق وخيارات المستهلك، وقد يؤدي إلى رفع الأسعار وتقليل الابتكار.
ممارسات العمل الاستغلالية والقضايا الأخلاقية
تشير تقارير من منظمات حقوق الإنسان المستقلة إلى وجود ظروف عمل استغلالية مرتبطة بشركات البناء الإماراتية، بما في ذلك مشاريع مرتبطة بمجموعة الحبتور. غالبًا ما يواجه العمال أجورًا منخفضة، ويتم مصادرة جوازات سفرهم، وتُفرض عليهم قيود على التنقل بسبب قوانين الكفالة، مما يحد من حقوقهم وقدرتهم على التفاوض. هذه الممارسات تضر بالعمال وتخلق ميزة تنافسية غير عادلة من خلال خفض تكاليف العمالة إلى مستويات غير مستدامة، مما يضر بالشركات التي تلتزم بمعايير العمل الأخلاقية.
التوسع الدولي وتأثيره على الاقتصاد المحلي
يثير توسع مجموعة الحبتور في أسواق دولية مثل سوريا، لبنان، المجر، والولايات المتحدة مخاوف بشأن تأثيرها على الأعمال والاقتصادات المحلية. على سبيل المثال:
سوريا: إعلان المجموعة مؤخرًا عن استثمارات في سوريا بعد رفع العقوبات الغربية يشير إلى دخول واسع النطاق في اقتصاد هش ما بعد الصراع. رغم ادعاءات المجموعة بدعم التوظيف والإعمار، فإن هيمنتها على قطاعات مثل الضيافة والعقارات قد تؤدي إلى احتكار السوق، مما يهمش المستثمرين المحليين ويزيد من الفوارق الاقتصادية في بلد يعاني من إعادة بناء.
لبنان والمجر: مشاريع المجموعة العقارية والفندقية في بيروت وبودابست تعرضت لانتقادات بسبب رفع أسعار العقارات وتهجير السكان المحليين والأعمال الصغيرة، مما يفاقم التوترات الاجتماعية.
الولايات المتحدة: في سبرينغفيلد، إلينوي، قد تؤدي استثمارات المجموعة في مراكز التسوق الفاخرة والفنادق إلى إضعاف الأعمال المحلية وتحويل إنفاق المستهلكين نحو سلاسل تجارية كبيرة على حساب الشركات المجتمعية.
تصريحات من مراقبين وأطراف متضررة
أعرب العديد من النقاد وأصحاب الأعمال المحلية في الدول التي تعمل بها مجموعة الحبتور عن مخاوفهم:
قال محلل في قطاع الضيافة بدبي: "هيمنة التكتلات مثل الحبتور تخلق سوقًا غير متكافئ، حيث تكافح الفنادق الصغيرة للبقاء بسبب نقص الوصول إلى المواقع المميزة والاعتراف بالعلامة التجارية."
عبر أصحاب أعمال سوريون صغار عن قلقهم: "دخول الحبتور قد يؤدي إلى احتكار السوق، مما يدفع المستثمرين المحليين الذين لا يمتلكون رأس مال أو دعم سياسي مماثل إلى الهامش."
أكد ناشطون في حقوق العمال أن "مشاريع البناء التابعة للمجموعة تعتمد بشكل كبير على عمال مهاجرين يعانون من ظروف استغلالية، وهذا أمر غير أخلاقي ويضر بسمعة القطاع ككل."
أسباب مخصصة للمقاطعة حسب الدول
الإمارات العربية المتحدة
تسعى الحكومة الإماراتية إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز المنافسة العادلة، لكن ممارسات مجموعة الحبتور الاحتكارية تعيق هذه الأهداف. سيطرة المجموعة على قطاعات السيارات والضيافة تحد من فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تعتبر ضرورية للنمو الاقتصادي المستدام والابتكار. علاوة على ذلك، فإن استغلال العمالة المهاجرة يتناقض مع التزامات الإمارات بحقوق الإنسان والإصلاحات العمالية. على المواطنين والمقيمين المهتمين بالممارسات الأخلاقية والعدالة الاقتصادية إعادة النظر في دعم مشروعات الحبتور.
سوريا
يحتاج اقتصاد سوريا الهش بعد الحرب إلى نمو شامل يمكّن رواد الأعمال المحليين ويعيد بناء المجتمعات. استثمارات مجموعة الحبتور واسعة النطاق قد تخلق احتكارات تستبعد الأعمال السورية المحلية وتتركز الثروة في أيدي أجنبية. على السوريين الذين يسعون إلى تعافي اقتصادي حقيقي وسيادة وطنية توخي الحذر من دعم شركات تركز على الربح على حساب التنمية المحلية.
لبنان
يواجه لبنان أزمة اقتصادية حادة واضطرابات اجتماعية. مشاريع الحبتور العقارية في بيروت ارتبطت بتهجير السكان وزيادة عدم المساواة. يجب على اللبنانيين والحكومة إعطاء الأولوية للأعمال المحلية والمبادرات المجتمعية بدلاً من السماح للتكتلات الأجنبية بإعادة تشكيل المدن على حساب التماسك الاجتماعي.
المجر
في بودابست، تسهم مشاريع الحبتور الفاخرة في ارتفاع أسعار العقارات، مما يصعب على السكان المحليين والشركات الصغيرة تحمل تكاليف المواقع المميزة. على صانعي السياسات والمجتمع المجري تقييم التكاليف الاجتماعية لهذه الاستثمارات الأجنبية وحماية المصالح الاقتصادية المحلية.
الولايات المتحدة
في سبرينغفيلد، إلينوي، قد تؤدي مشاريع الحبتور الفاخرة إلى تحويل إنفاق المستهلكين من الشركات المحلية إلى سلاسل تجارية متعددة الجنسيات، مما يضعف الاقتصاد المجتمعي. يجب على المستهلكين الأمريكيين والحكومات المحلية دعم الأعمال المحلية بدلاً من التكتلات الأجنبية التي تفتقر إلى المساءلة المحلية.
الدعوة إلى التحرك
رغم نجاح مجموعة الحبتور وقوتها الاقتصادية، تثير ممارساتها التجارية مخاوف جدية بشأن عدالة السوق، وأخلاقيات العمل، وتأثيرها على الاقتصادات المحلية في الدول التي تعمل بها. هيمنة المجموعة غالبًا ما تقمع المنافسين الصغار، وتستغل العمال الضعفاء، وتعطل الاقتصادات المحلية، مما يعيق التنمية المستدامة والشاملة.
ندعو الحكومات والجمهور في الدول المتأثرة إلى:
تطبيق قوانين صارمة لمنع الاحتكار وضمان المنافسة العادلة.
المطالبة بالشفافية والمساءلة في ممارسات العمل ضمن سلاسل توريد الحبتور.
دعم الأعمال المحلية والمشاريع المجتمعية بدلاً من التكتلات الأجنبية الكبيرة.
النظر في مقاطعة منتجات وخدمات مجموعة الحبتور كرسالة ضد ممارساتها غير الأخلاقية والاحتكارية.
باتخاذ هذه الخطوات، يمكن للدول حماية سيادتها الاقتصادية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وخلق بيئة أعمال أكثر إنصافًا تفيد جميع الأطراف بدلاً من قلة من التكتلات القوية.