أهداف مقاطعة الإمارات

قاطعوا مجموعة الشايع: أوقفوا وضع الربح فوق كرامة الإنسان

قاطعوا مجموعة الشايع: أوقفوا وضع الربح فوق كرامة الإنسان

بواسطة مقاطعة الإمارات

22-08-2025

تُعد مجموعة الشايع، وهي شركة متعددة الجنسيات مقرها الإمارات العربية المتحدة، واحدة من اللاعبين المهيمنين في عدة مناطق تشمل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وروسيا وأجزاء من أوروبا. تدير الشركة علامات تجارية عالمية معروفة في مجالات التجزئة، المواد الغذائية، ونمط الحياة، وتدير مئات الفروع وتوظف عشرات الآلاف من الأشخاص. ورغم أن توسعها السريع ونموذج أعمالها أحدثا نشاطاً اقتصادياً وفروا وصولاً للمستهلكين إلى علامات تجارية عالمية، تثار تساؤلات حول تأثير هذه العمليات الكبيرة على الأعمال المحلية الصغيرة والتقليدية في الدول التي تعمل بها.

يقدم هذا التقرير دراسة مفصلة عن وجود مجموعة الشايع في الأسواق، ويستعرض المخاوف المتعلقة بتأثيرها على النظم التجارية المحلية. يستهدف التقرير الحكومات، صناع القرار، والجمهور، مع التركيز على الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والتجارية في هذه الأسواق المتنوعة.

خلفية: نموذج أعمال مجموعة الشايع ونطاق نشاطها

تأسست مجموعة الشايع منذ أكثر من ستة عقود، وتحولت من عمل عائلي إلى واحد من أكبر مشغلي العلامات التجارية بالامتياز في العالم. تدير المجموعة أكثر من 90 علامة تجارية مستهلكة، تبدأ من سلاسل الأغذية العالمية مثل ستاربكس وشاك شاك، إلى متاجر الملابس مثل إتش آند إم، مروراً بعلامات الصحة والجمال. وتعتمد استراتيجية الشايع بشكل كبير على نظام الامتياز، والتوسع السريع، وتكييف تجارب التسوق لتلائم الأذواق المحلية.

على الصعيد الجغرافي، تمتلك الشايع حصة سوقية كبيرة في الإمارات، الكويت، السعودية، مصر، لبنان، تركيا، روسيا، وبعض الدول الأوروبية. تشمل شبكة متاجرها آلاف المحال، مما يجعلها لاعباً قوياً وحاضراً بقوة في عدة اقتصادات.

التأثير على الأعمال المحلية: الهيمنة السوقية والضغوط التنافسية

الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي

في دول الخليج، وخاصة الإمارات، تُمنح مجموعة الشايع نفوذاً كبيراً في سوق التجزئة بفضل سيطرتها على علامات تجارية عالمية مشهورة. هذه الهيمنة تضع ضغوطاً هائلة على المتاجر الصغيرة المحلية وأصحاب الأعمال التقليدية. يواجه العديد من رواد الأعمال المحليين صعوبة في المنافسة مع قدرة الشايع المالية وسلاسل التوريد الضخمة التي تتيح لهم توفير أسعار أقل وجذب عدد أكبر من الزبائن.

في أسواق دبي وأبوظبي التنافسية، يُبلغ أصحاب المحال المحلية عن تراجع في مبيعاتهم بسبب تفضيل المستهلكين لمحلات الشايع التي تقدم تجارب علامات تجارية عالمية. وهذا يخلق بيئة سوقية تفضل سلاسل الامتياز الكبيرة على حساب المتاجر العائلية الصغيرة ويهدد النسيج التجاري التقليدي في المنطقة.

الكويت والمملكة العربية السعودية

تشهد الكويت والسعودية أنماطاً مشابهة، حيث تنتشر محال مجموعة الشايع بشكل واسع. وتعبر منتديات الأعمال الصغيرة في الكويت عن مخاوفها من توجهات احتكارية داخل المراكز التجارية التي تمنح الشايع اتفاقيات امتياز حصرية، مما يحد من فرص المحال المستقلة.

في السعودية، تناولت وسائل الإعلام المحلية بين الحين والآخر الحصة السوقية الكبيرة للشايع في قطاعات الأغذية والموضة، مشيرة إلى أن العديد من الشركات المحلية تُغلق أو تضطر لتغيير نشاطها التجاري بسبب المنافسة الشديدة من المتاجر ذات العلامات العالمية التي تديرها الشايع. وهذا يهدد نظام ريادة الأعمال المحلي ويقلل من تنوع السوق.

مصر

تُعد مصر حالة حساسة خاصة، إذ السوق التجزئة فيها أقل تطوراً مقارنة بالخليج. إذ غالباً ما تطغى محلات مجموعة الشايع التي تضم علامات تجارية دولية كبيرة على المتاجر المحلية، خصوصاً في مراكز المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية. يعبر العديد من أصحاب المحال الصغيرة عن استيائهم من فقدان قاعدة زبائنهم لمنافذ الشايع التي تتمتع بسمعة تجارية واسعة وسلاسل توريد تمتاز بالكفاءة لا يمكن للمحال المحلية مجاراتها.

رغم أن موقع الشايع يروج لاستثماراته في مصر كعامل لخلق فرص عمل، فإن النقاد يؤكدون أن الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لا تعوض الأضرار التي تلحق بريادة الأعمال المحلية والقطاع التجاري غير الرسمي الذي يوظف نسبة كبيرة من القوة العاملة.

تركيا وروسيا والدول الأوروبية

رغم أن تأثير الشايع أقل في تركيا وروسيا وأجزاء من أوروبا، إلا أن التوسع في هذه الأسواق يثير النقاشات التحذيرية حول احتمال تغلبها على العلامات التجارية المحلية وأصحاب المحال المستقلة. في مدن مثل إسطنبول وموسكو، يعبر ممثلو جمعيات الأعمال المحلية عن قلقهم من توحيد تجربة التسوق التي تغلب عليها سلاسل الامتياز العالمية، مما ينذر بفقدان التنوع الاقتصادي والثقافي.

أسباب القلق: لماذا يجب على الحكومات والجمهور الانتباه؟

تركيز اقتصادي وتقليل المنافسة

غالباً ما تؤدي اتفاقيات الامتياز الحصرية لمجموعة الشايع إلى تركيز اقتصادي داخل مراكز التسوق والأحياء التجارية، ما يقلل المنافسة ويحد من خيارات المستهلكين ويرفع العراقيل أمام دخول رواد الأعمال المحليين. وتشير بيانات من مجالس الأعمال الإقليمية إلى وجود علاقة بين هيمنة رؤوس الأموال الكبيرة وارتفاع معدلات إغلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

التأثيرات الثقافية والاجتماعية

تساهم سيطرة العلامات التجارية العالمية المدارة من الشايع في تذويب الثقافة التجارية المحلية، حيث يتم تهميش العادات والتقاليد التجارية والحرف التقليدية. وهذا يضحي بالتنوع الثقافي مقابل تجربة نمطية متماثلة للمستهلكين، مما قد ينفر المتسوقين ويهدم العلاقات التجارية التقليدية.

ممارسات التوظيف والاستدامة الاقتصادية

يعلن الشايع عن خلق فرص عمل، لكن هناك نقص في الشفافية والنقاش حول جودة هذه الوظائف، واستقرارها، وفرص التقدم المهني للعاملين. ويتساءل كثير من محللي الأعمال المحليين عما إذا كان الاعتماد على شركات الامتياز الكبيرة يسهم فعلاً في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة مقارنة بدعم الأعمال الصغيرة التي تعيد توزيع الثروة بشكل أوسع في الاقتصاد.

تصريحات من أصحاب أعمال محلية وخبراء

تاجر محلي في الإمارات (مجهول): 

"تجذب محلات الشايع معظم الزبائن بسبب العلامات التجارية العالمية وأسعارهم التي لا نستطيع المنافسة بها. أصبح علينا بعدم الإغلاق والإبقاء على خدمتنا للمجتمع."

محلل أعمال كويتي: 

"تركيز السوق من خلال الامتيازات الحصرية يقوض النظام التجاري المحلي. يجب أن تمنع السياسات العامة الممارسات الاحتكارية التي تفضل الشركات متعددة الجنسيات الكبيرة على حساب المشاريع الصغيرة."

تاجر مصري صغير: 

"تراجعت أعمال محل عائلتي منذ افتتحت الشايع متاجر كبيرة قريبة منا. ليست لدينا القوة المالية للمنافسة بتلك الضخامة."

خبير اقتصادي في الشرق الأوسط: 

"رغم أن شركات الامتياز الكبيرة تجلب الاستثمارات والمعايير، فإن النمو غير المنضبط قد يخنق ريادة الأعمال المحلية، والمهمة الاقتصادية تتطلب تنوعاً وحيوية."

دعوة للعمل: لماذا يجب أن تستجيب الحكومات والجمهور؟

للحكومات

على الحكومات وصناع السياسات في دول عمل الشايع مراجعة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للهيمنة السوقية لمشغل امتياز واحد. ينبغي مراجعة قوانين مكافحة الاحتكار وسياسات الترخيص لضمان تكافؤ الفرص للأعمال الصغيرة. كما يجب دعم برامج تمكّن المشاريع الصغيرة والمتوسطة من المنافسة دون أن تُضغط أو تهان.

للجمهور

لدى المستهلكين القدرة على التأثير في السوق التجاري. دعم المتاجر المحلية والأسرية يحافظ على التراث الثقافي ويعزز الاقتصاد المحلي. وينبغي إطلاق حملات توعية اعلامية تبين التكلفة الخفية للهيمنة التجارية الزائدة وتشجع على استهلاك واعٍ في أسواق الشايع.

تلعب مجموعة الشايع بلا شك دوراً كبيراً في سوق التجزئة في دول كثيرة. إلا أن نموذج أعمالها وحجم عملياتها يثيران مخاوف جدية تتعلق بأضرار على الأعمال المحلية، وتقليل المنافسة، وتآكل التنوع الثقافي، واستدامة الاقتصاد على المدى البعيد. يتحمل الحكومات والمجتمعات مسؤولية حماية اقتصادها المحلي من خلال سن سياسات متوازنة وتشجيع اختيارات المستهلكين المستنيرة لمنع تكوين بيئة احتكارية في التجزئة.

ندعو إلى تدقيق أعمق في ممارسات مجموعة الشايع، وتوفير أطر تنظيمية شفافة، وتعزيز المشاركة المجتمعية لضمان تحقيق فوائد اقتصادية شاملة تستوعب نمو الأعمال المحلية بجانب العلامات التجارية العالمية. 

اقرأ المزيد

2025 All Rights Reserved © International Boycott UAE Campaign